نحن والدنيا....

نحن والدنيا

هذه الدنيا كما نراها ونعيش من خلالها ايامنا بحلوها ومرها

هي مجرد كون متغير بل وهي اشبه بحكاية لا نهاية لها ما

دام هناك ماء وهواء وبني الانسان

الدنيا اعزائي صفحة بيضاء حملنا نحن البشر اقلامنا المختلفة

الالوان واخذنا نخط على خاصرتها تواريخنا المختلفه وسبل

عيشنا وجدول تحركاتنا

الدنيا لم تكن ابدا في يوم من الايام سبب تعاستنا وقهرنا

بل نحن من خط على بياض خاصرتها دروب التيه والضياع

ونحن من جبل ترابها باسواْ ماء. بل ونحن من جعل الريح

فيها غبار هواء

الدنيا التي نعيش الان ترفضنا وتنفضنا وتلعن فينا التاريخ

وتزجر منا الحضاره وتخاصم فينا التقدم والانفتاح

حينما تكلمت معها ذات مره وكنت اعيش حالة من التيه والغرور

اجابتني واثقة النفس رافعة الراس قويه الحجه والبرهان .

من انت ايها الانسان ؟ اانت سيدي ام خالق الكون والازمان

اْاْنت الهي ام مجرد انسان.

انظر من حولك سيدي . ما هذه البيوت البيض المتناثره وهذه الشواهد

المرتفعه ؟ هذا مات الان وذاك قبل عام واخر قبل اعوام

انا الدنيا التي حضرتم اليها تدوسون بكل كبرياء وتفاخر طهارتها

انا الدنيا التي زرعتم في ارضها الحقد والكره والطغيان بدل الشجر

الاخضر والورد والريحان

انا التي جعل الله لكم عليا مسكنا وفي جوفي مسكنا ومني تبعثون

الى ميقات يوم معلوم

نحن بني الانسان قال فينا الخالق الكريم ( وخلقتا الانسن في احسن تقويم)

نحن ايتها الدنيا الزائله لا محاله نشهد لك باننا اهل ظلم وعدوان الا من رحم ربي

نحن ايتها الدنيا استحضرنا الشقاق وعاشرنا النفاق وتمتعنا بالفراق وناجينا

الفساق وهادنا الشرك والطلاق

لعنات هي تنصب علينا وحسرات تلاحقنا لترهقنا وتقتلنا واحقاد تتعشش فينا

ودمار يهز اركاننا وعورات نكشفها وحرام نحلله ومحرمات تستباح وتنتهك

وشعوب تفنى وتضيع وامم تصارع عجلة الزمان لتلحق في ركب الحضارة

والانحطاط ومجتمعات تهدم وقيم تمحى وعادات تشطب ودين يسجل فقط

في شهادات الميلاد

هي الدنيا التي كانت امتحان الله في الارض لمن على الارض وشهادتهم

فيها يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. وتقديرهم فيها

اليوم تجزون بما كنتم تعملون . ورجائهم لها ربي ارجعني اعمل صالحا

وندمهم يا ليتني كنت ترابا

الدنيا اليوم تاخذ منا كل شيء ولا تعطينا اي شيء سوى شهادة الدخول الى

حيث خالقها شاء( كل نفس بما كسبت رهين) ويا ليتني لم اوتى كتابي ولم ادري

ما حسابي.

.................................................. ..................